يَا مُهْرَةَ الوَرْدِ إِنَّ الوَجْدَ خَيَّالُ
فَكَشِّفِي اللَّحْنَ كَيْ يَرْتَجَّ صَلْصَالُ
هَلْ كُنْتِ إِلَّا غِوَايَاتٍ مُقَدَّسَةً
أَضَاءَ فِي سِفْرِهَا الخَلْخَالُ وَالخَالُ؟
رُجِّي دَمِي بِنَبِيذِ النَّهْدِ وَاشْتَعِلِي
وَجَرِّفِي شُرْفَةً قَدْ خَانَهَا الحَالُ
اللَّيْلُ بَعْدَكِ: لَا شَمْسٌ تُدَثِّرُنِي
لَا شَهْوَةٌ بِضَمِيرِ المَاءِ تَنْثَالُ
حُزْنٌ وَطُوفَانُ أَشْوَاكٍ وَأَجْنِحَةٌ
فِي نَزْوَةِ الكَسْرِ زِنْدِيقاً.. وَزِلْزَالُ
اللهَ يَا ابْنَةَ عَمِّي فِي جَفَافِ يَدٍ
النَّهْدُ كَوْثَرُهَا.. وَالنَّهْدُ مَوَّالُ
صُبِّيهِ فِي عَطَشِ الشُّرْيَانِ مُتَّقِداً
يَا لِينَةَ الطِّيبِ إِنَّ الجَمْرَ سَلْسَالُ
أَمَا شَمَمْتِ احْتِرَاقَ الرُّوحِ بَاكِيَةً؟
أَمَا طَرِفْتِ.. وَهَزَّ القَلْبَ أَغْلَالُ؟
كَأَنَّ ضَاحِكَةَ العَيْنَيْنِ حَالِفَةٌ
أَلَّا تَقَرَّ بِلَثْمِ الوَعْدِ أَوْصَالُ
كَأَنَّهَا انْتَهَضَتْ لِلْمَاءِ تَفْرَسُهُ
كَأَنَّ سُرَّتَهَا ذِئْبٌ وَرِئْبَالُ
وَأَيُّ جَائِزَةٍ لِلنَّهْدِ إِنْ فَعَلَتْ؟
وَأَيُّ فَتْحٍ وَدَمْعُ النَّهْدِ سَيَّالُ؟
يَا غَلْطَةَ الكِبْرِيَاءِ الشَّوْقُ فِي وَلَهٍ
وَذَلَّ فِي عَتَبَاتِ البُنِّ آمَالُ
خُذِي دَمِي ضَفِّرِيهِ أَلْفَ صَافِنَةٍ
إِلَيْكِ يَرْحَلُ فِي نِيرَانِهَا البَالُ
يَا وَيْلَ وَيْلِيَ مِنْ عَذْرَاءَ مُتْرَعَةٍ
بِمَلْبَنٍ كَلَهِيبِ النُّورِ يَخْتَالُ
مَنَّتْ شُعَاعِيَ بِالأَعْنَابِ تَعْصِرُهُ
مَضَتْ.. وَهَفْهَفَ فِي سُكْرِ المَدَى شَالُ
للهِ شَكْوَى لَيَالِي الجَمْرِ ضَارِعَةً
وَلْيَقْضِ فِي صَرْخَةِ المَجْذُوبِ تِمْثَالُ!